هناك من يخطأ التقدير في مدى وكيفيه تأثير الجلسات النفسيه فكثير قد يعتقد ان لدى الاخصائي العصا السحريه في تغيير واقع المريض بينما كل ماوسع الاخصائي هو تغيير تعامل المريض مع واقعه مما قد ينتج عن تغيير جزئي او كلي في حياته. وهناك من يصر على الادويه ويرى ان الجلسات مجرد كلام غير مجدي ولايختلف عن كونها تنفيس لمشاعره.

السؤال هل الجلسات النفسيه مجرد فضفضه! الدراسات الحديثه اثبتت ان عده مدارس مثل العلاج المعرفي السلوكي يمكن بدوره تغيير نشاط الدماغ. حيث تم نشر مايقارب عشرين دراسه اثبتت وجود تغيير في الدماغ بعد علاج للأكتئاب ،القلق، الشخصيه الحديه (١). وهذه النتيجه تكون منطقيه حين نفهم كيف الدماغ يتعلم الاستجابه للمثيرات. القلق كمثال ليس هناك جين مسؤول عن حدوثه لكنه يحدث كنتيجه تعلم. اذا كان الشخص لديه خوف من موقف معين وتكرر هذا الخوف فسوف يثير لديه مشاعر القلق. واذا اردنا معرفه نشوء شكل هذه الاستجابه في الدماغ سنجد خلايا عصبيه تستجيب لهذا المثير بالاتصال ببعضها ومع تكرار هذا الاتصال سترتبط هذه الخلايا وتثار تلقائيا عند حدوث مايثيرها.

 

عند اللجوء للعلاج المعرفي السلوكي المريض يتعلم مفاهيم جديده ويمارس سلوكيات مختلفه لذلك مسارات عصبيه جديده في الدماغ تتشكل. لكن هذه المسارات تتشكل بعد وقت من التعلم ومزيد من الممارسه يقود إلى مزيد من النمو لهذه المسارات العصبيه في الدماغ.

​

الأخصائية النفسية: ساره سعد

ماجستير علم نفس اكلينيكي